رواية حكايات النصيب الفصل الخامس عشر 15 بقلم ميار خالد


 رواية حكايات النصيب الفصل الخامس عشر 15 بقلم ميار خالد 


#رواية_حكايات_النصيب

#الكاتبة_ميار_خالد

#الجزء_الخامس_عشر


- تتجوزني؟!

عمر بصلها بصدمة وعيون مفتوحه على أخرها، رد عليها باستغراب ونبرة صوته اتغيرت: 

- نعم؟ أنتِ اتجنني إيه كلامك ده 

أنجي ردت بسرعه:

- رد عليا الأول، تتجوزني

عمر رد بعصبية خفيفة:

- أنتِ جايه في الوقت ده تهزري معايا! 

أنجي قالت بهدوء: 

- طيب ممكن نقعد نتكلم الأول

عمر بص لها وهو مش فاهم إيه اللي هي بتفكر فيه، ودماغه وقفت عن التفكير، ولما أنجي لاحظت تفكيره الزايد قالت بسرعه: 

- قولت إيه؟ صدقني الموضوع مهم ولازم نتكلم

عمر بصلها بشك، وجزء صغير منه كان بيتمني لو كلامها يكون صح! برغم أنه كان عارف أنها مستحيل تقبل بيه في الواقع، هي دكتورة مع وقف التنفيذ وهو شخص عديم الهوية! حرك دماغه ووافق أنهم يتكلموا، قفل الباب وراه وقعد الاتنين قدام السلالم الصغيرة اللي قدام الباب، أنجي فركت أيديها بتوتر وعشان عمر يخفف من توترها بدء هو الحوار، قال: 

- قبل ما نتكلم في أي حاجه، أنتِ عاملة إيه الأول؟ 

وهنا كان يقصد يعرف حالتها خصوصاً بعد ما عرفت أن أبوها عبارة عن كتلة شر وأنه مش بطل زي ما كان في عينيها، ظهرت نظرة انكسار في عيون أنجي وقالت: 

- هكون عاملة إيه مثلاً، واحدة عرفت أن أبوها رئيس عصابة قاتل مش دكتور بينقذ أرواح الناس

عمر اتنهد بضيق وبعدين قال: 

- ممكن أفهم جواز إيه اللي أنتِ بتتكلمي فيه وازاي عرفتي توصلي لهنا أصلًا

أنجي ردت: 

- بابا حاطط كل الذنب عليك، وناوي ينتقم منك عشان في دماغه أنت كنت السبب في إني أعرف حقيقته

عمر ضحك بلا مبالاه وقال: 

- وأنتِ عايزانا نتجوز عشان تحميني منه مش كده ؟

أنجي ردت بسرعه: 

- أيوة!

عمر ضحك أكتر بعدين قال: 

- إيه شغل العيال اللي أنتِ فيه ده، ومين قالك أصلا أني خايف منه يعمل اللي هو عايزُه

أنجي ردت بهدوء: 

- حتى لو هيأذي حد من اهلك؟

عمر بص لها شوية بعدين قال بقسوة: 

- كل واحد يتحمل مسؤولية نفسه زي ما أنا اتحملت نفسي لوحدي! يعمل اللي هو عايزُه

الكاتبة ميار خالد 








وبعدين قام من مكانه، وقبل ما يتحرك أنجي مسكت أيده، بص لها عشان يلاقي عيونها غرقانه بالدموع وقالت بقهرة: 

- بلاش تردني، أنا مش عارفه هروح فين ولا أعمل إيه، عشان خاطري بلاش تتخلى عني أنا دلوقتي مليش غيرك! 

عمر اتصدم من كلامها شوية، لأنهم حرفياً مكملوش أسبوعين يعرفوا بعض! مبقاش قادر يفهم دماغها، رجع ليها وقال: 

- ازاي هتثقي في واحد لسه تعرفيه من كام يوم؟ ما يمكن أطلع أسوء من ابوكي

أنجي قالت بتصميم: 

- لا، أنا قلبي بيقول غير كده، مش أنت لما لقيتني واقعه في مشكلة ساعدتني من غير ما تفكر؟ أنا كمان دلوقتي في مشكلة، متتخلاش عني يا عمر 

عمر اتنهد بتعب وبعدين قال: 

- أنتِ ناوية على إيه طيب؟

اتغيرت نظرتها عشان تقول بقوة وإصرار: 

- ناوية أجيب حقك وحق كل الناس اللي اتأذوا من ابويا، أنا بس عايزه مساعدتك في حاجه هعرفهالك بعدين 

عمر رد عليها بلامبالاه:

- وأنتِ فاكره أنك هتقدري تعملي كل ده لوحدك؟ أنتِ فاكره أنك تقدري تعملي كده أصلا، أنتِ مش عارفه أنتِ بتتعاملي مع مين اللي إسمه وائل ده راجل زي العقرب ولا هتعرفي تمسكي عليه حاجه ولا هتعرفي ترجعي حق حد، حاولي تتقبلي حقيقته وتعيشي هو في النهاية ابوكي

أنجي فضلت تبصله للحظات بعدين قالت:

 أنت بقيت نسخة من الناس اللي أذتك، وجه الدور عليا دلوقتي عشان تأذيني مش كده، بس أنا مش أنت يا عمر ومش هقبل بالأمر الواقع، وطول ما أنا أقدر أعمل حاجه هعملها ومحدش هيقدر يوقفني 

عمر اتنهد بضيق وسكت لدقايق ورد عليها:

- وأحنا لما نتجوز كل ده هيتحل يعني أكيد لا

أنت عندك حق أنا مش هقدر أعمل كده لوحدي، بس معاك هقدر، خلينا نتحد ونبقى واحد، خلينا نوصّل بعض لبر الأمان 

عمر مسك دماغه بين ايديه وعجز عن التفكير، وفي النهاية قال: 

- طيب ممكن نقفل أي مواضيع دلوقتي وننام وبكره الصبح نبقى نتكلم 

أنجي بصتله بحيرة، لأنها مكانتش عارفه هيرضي يستقبلها تاني ولا لا، ووقتها عمر قال: 

- خليكي هنا لحظة 

واتحرك من مكانه وغاب عشر دقايق وبعدين رجع تاني ومعاه مفاتيح في أيده، قال: 

- دي مفاتيح الاوضه اللي جنب ماما روحي ارتاحي واقفلي على نفسك كويس وبكره نبقى نتكلم 

أنجي ابتسمت وقامت من مكانها وقبل ما تتحرك قالت له بإمتنان: 

- شكراً على كل حاجه يا عمر

عمر ضحك وقال: 

- ياريتني ما كنت هخبطك يومها بالعربية يا ستي 

ابتسمت التانية وقالت: 

- نقول إيه بقى، النصيب..

وعدى اليوم بتوتر وأخيراً، ومع بداية اليوم التاني ومع إكتشاف وائل أن أنجي من موجودة في البيت أول مكان قرر أنه يدور فيه هو بيت عمر، خرج بعصبية ومعاه كام فرد من رجالته، وبمجرد ما وصل اتقدم حد من رجاله وخبّط على الباب بقوة! ووقتها كانت ماجدة قاعدة مع مراد بيتكلموا في موضوع شغل جديد لمراد، مراد قام من مكانه بفزع  وفتح الباب فانتشر الرجالة في المكان بسرعه، ومراد وقف قدام ماجدة بسرعه، وائل صرخ: 

- فين عمر!









وقبل ما ترد ماجدة خرج عمر ببرود من أوضته وقال: 

- جاي تدور على بنتك تاني ولا إيه 

وائل مسك عمر من هدومه وضربه في وشه بقوة، عمر بصله بضحكة مستفزة والدم نزل من أنفه، وائل قال: 

- لو مقولتش بنتي فين حالاً أنا مش هرحمك أتكلم احسنلك

عمر مثّل أنه ميعرفش حاجه عنها فبعد عن وائل وقال: 

- أنت مش اخدتها معاك امبارح؟؟ 

وائل بصله للحظات فكمل عمر: 

- شكلها هربت منك، بس إيه اللي مخليك متأكد أوي أنها هنا، أنت عايز تقنعني أن بنتك ملهاش مكان تاني تروحه غير هنا، روح دور عليها في مكان تاني وبلاش تضيع وقتك أحسن تلاقيها سافرت مثلاً ولا جرالها حاجه 

وائل بصله بعصبية وقال: 

- ماشي يا عمر، بس قسماً بالله لو عرفت أن ليك علاقة باختفائها...

وقبل ما يكمل كلامه قال عمر باستهزاء: 

- ما كفاية تهديدات بقى خلاص

وائل بصله بعصبية وخرج من البيت تاني، وقبل ما يمشي أمر حد من رجالته أنه يفضل يراقب البيت ويبلغه بكل اللي دخل وخرج من البيت، ماجدة قعدت مكانها بتعب وقالت: 

- وأنا اللي كنت فاكره أن البنت دي فرصه ووقعت قدامي دي طلعت مصيبة

ومراد أتحرك في اتجاه الباب وقفله تاني، ماجدة بصت لعمر وقالت بسرعه: 

- أنت متعرفش مكانها صح؟

وفي اللحظة دي كلهم اتصدموا بأنجي اللي ظهرت قدامهم، ماجدة قامت من مكانها بعصبية وقبل ما تتكلم قال عمر بشكل قاطع لاي كلام: 

- أنجي هنا تحت مسؤوليتي أنا، ياريت محدش يتدخل

ماجدة ردت بعصبية: 

- أنت فاكرني إيه!! مستحيل أقبل أن بنت غريبة تفضل في بيت بين شابين مش متجوزين! لا دي أصولنا ولا مبادئنا

عمر ضحك بسخرية على كلامها وقال: 

- والله؟ مش من أصولنا ؟ لكن من أصولنا أنك تتخلي عن أبنك، ومن أصولنا أنك تفكري في نفسك بس مش كده

وقبل ما ترد عليه قال: 

- عموماً أنجي مش هتكون موجودة هنا بصفتها حد غريب، أنا وهي هنتجوز النهاردة

أنجي ضحكت وبصتله بسرعه وقالت: 

- بجد!! أنت وافقت!

ماجدة حست أن في بوادر جلطة على وشك أنها تحتل قلبها، قالت بنفس العصبية: 

- تتجوز مين!! أنت اتجننت ده أبوها يقتلك في أرضك

عمر رد بلامبالاه: 

- أنتِ عرفتي اللي مسموح تعرفيه لحد دلوقتي

مراد أتحرك من مكانه ووقف جنب أخوه وقال: 

- أياً كان قرارك أنا عايزك تعرف أني معاك وهفضل واقف جنبك

عمر ابتسم وحضن أخوه بود، وبعدها بعد عنه وبص لانجي اللي قالت: 

- كويس أنك فكرت صح








رد عليها بهدوء:

- المأذون على وصول، جهزي نفسك

أنجي حركت دماغها بالموافقة، وبعدها راحت الابتسامة عن وشها، عمر استغرب شوية من تغيرها ده فقال: 

- مالك؟

قالت:

- مفيش، بس زي أي بنت كنت مخططة لحاجات كتير في اليوم ده، لكن النصيب..

عمر حس بضيق بسبب خنقتها ولكن للأسف عندها حق، طلعت أنجي اوضتها تاني وجهزت نفسها، لقت فستان بسيط جداً في دولابها وعرفت أن عمر جهز كل حاجه لما كانت نايمه، وأدركت برضو أنه عطاها كل المفاتيح ولكنه أحتفظ بمفتاح معاه، عشان كده قدر يدخل الاوضة ويسيب الفستان

بعد ساعة..

وصل المأذون للبيت وكانت أنجي وعمر قاعدين قدامه، والشهود كانوا اتنين من صحاب عمر، ومع بداية كتب الكتاب وصل إتصال لوائل من الراجل اللي سابه عند بيت عمر أنه في مأذون دخل البيت دلوقتي، وائل قال باستغراب: 

- مأذون؟ مين هيتجوز مش فاهم

وفجأة عينه اتسعت على أخرها لما أدرك أنه عمر كدب عليه، صرخ في الموبايل وقام من مكانه بسرعه، كان عنده شك أن المأذون ده هيكتب كتاب أنجي وعمر، ولكنه أتمنى أن شكه ده ميطلعش حقيقي، وبعد وقت وصل لبيت عمر، جرى بسرعه واقتحم الباب اللي كان مفتوح أساساً، عشان يلاقي المشهد ده قدامه..

أنجي وعمر قدام المأذون وهو بيقول: 

- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، الف مبروك يا عروسة تتهنوا يارب 

وائل بصلهم بصدمة و..


يتبع..... 


                   الفصل السادس عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×